النص :
من وجهة نظري، يبدو أنه توجد سلسلة من الحالات الواعية متصلة بعضها مع بعض، بمقدرتي في أي لحظة أن أتذكر تجارب واعية حدثت في الماضي (...) إن هذا هو العنصر الجوهري في الهوية
الشخصية.
السبب الذي يستلزم هذا المعيار بالإضافة إلى الهوية الجسدية، هو أنه من السهل لي أن أتصور حالات فيها أجد نفسي في جسد آخر عندما أستيقظ من النوم، فإذا استيقظت غدا بشعور أنني أحس وأسلك تماما كالأميرة "ديانا" قبل وفاتها بقليل، فإننا سوف نتعجب، مما إذا كنت أنا فعلا الشخص نفسه، ولكن من وجهة نظري سأكون متأكدا أنني الشخص نفسه، أنا أحتفظ بتجارب كجزء من السلسلة، فهي تشتمل على تجارب الذاكرة لحالاتي الماضية الواعية، ولنأخذ حالة من الحياة الواقعية، المثال هنا لعامل يدعى "فينياس كيج" تحطم دماغه عندما كان يعمل مع مجموعة من عمال بناء سكة الحديد في "فيرمونت"، فدخل قضيب من الفولاذ في جمجمته، نجا "كيج" بأعجوبة من الموت، ولكن شخصيته تغيرت كليا، فبينما كان الشخص مرحا وممتعا، أصبح لئيما وشرسا ومقرفا؛ بمعنى ما، نستطيع القول إن "كيج" أصبح شخصا مختلفا، لكن بالرغم من ذلك، فهو يبقى بكل تأكيد "فينياس كيج" الشخص الذي نناقشه.
لقد قلت أن الذاكرة تؤدي دورا جوهريا يتصور الشخص الأول للهوية الشخصية، لدي الآن ذكريات واعية لتجارب واعية سابقة في حياتي، ولدي المقدرة على أن أتذكر عددا كبيرا هائلا من ذكريات واعية أخرى لتجارب واعية سابقة في حياتي.
ادعى "لوك" أن هذه هي الصفة الجوهرية في الهوية الشخصية، وسماها الوعي، ولكن التأويل المتعارف عليه الذي يقصده هو الذاكرة (...) وأظن أن هذا ما كان يعنيه "لوك" عندما قال إن الوعي يؤدي وظيفة جوهرية في تصورنا للهوية الشخصية، ولكن بغض النظر عما إذا كان"لوك" يقصد هذا المعنى، فإن استمرارية الذاكرة هي على الأقل جزء مهم من تصورنا للهوية الشخصية.
المطلوب:
حلل النص وناقشه في كتابة إنشائية فلسفية منظمة ومتكاملة، تتبع خلالها الخطوات المنهجية التالية:
في المقدمة:
- تحديد مجال التفكير الذي ينتمي إليه النص عبر إبراز المفهوم الذي يؤشر بشكل جزئي وضمني أو بشكل كلي وصريح على مجزوءة واحدة أو أكثر.
- تحديد الموضوع الذي يفكر فيه النص في علاقته بالمشكلة التي يثيرها.
- صياغة الإشكالية الحاضرة في النص على شكل تساؤلات يجيب عنها أو يمكن اعتبار الكتابة اللاحقة بمثابة إجابة عنها.
في العرض:
أ- لحظة التحليل:
- الوقوف عند المفاهيم المحورية المتضمنة في النص (شرحها وتفسيرها وإبراز علاقاتها إذا اقتضى الأمر)، وذلك في ارتباطها بتحليل عناصر الأطروحة (أفكار النص).
- استخلاص الأطروحة المتضمنة من خلال تقديم موقف صاحب النص من الإشكالية المطروحة بشكل واضح ودقيق.
- إبراز الأساليب الحجاجية ووظائفها / دورها داخل النص.
ب- لحظة المناقشة:
- نقد أطروحة النص داخليا باعتماد موقف مبني منها يبرز أهميتها وقيمتها (جوانب القوة أو القصور إن وجدت فيها، محدودية حججها أو غناها...).
- مناقشة أطروحة النص خارجيا عبر تعزيزها بمواقف فلسفية تؤيدها، ثم استدعاء أطروحات أخرى تعارضها أو تناقضها.
في الخاتمة:
استخلاص تركيبي لنتائج التحليل والمناقشة وصياغتها بتركيز يعبر عن الترابط بين المفاهيم الأساسية التي تمت مداولتها ومدارستها في تحليل الموضوع ومناقشته، وذلك إما ب:
- محاولة التوفيق بين كل المواقف في صيغة تركيبية تكاملية أو بشكل يحاول إبراز الجواب المتوصل إليه بشأن المشكلة المطروحة في البداية.
- توسيع أفق التفكير في المشكلة بالانفتاح على إشكاليات أو تساؤلات إشكالية جديدة تغني وتعمق البحث أكثر في الموضوع.
بالتوفيق.