منتدى السلام الفلسفي

زائرنا الكريم أهلا وسهلا و مرحبا بك في منتداك؛ منتدى السلام.
إدا كنت ترغب بالمشاركة قم بالتسجيل الآن.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى السلام الفلسفي

زائرنا الكريم أهلا وسهلا و مرحبا بك في منتداك؛ منتدى السلام.
إدا كنت ترغب بالمشاركة قم بالتسجيل الآن.

منتدى السلام الفلسفي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السلام. منتدى من لا منتدى له . (ثانوية زينب النفزاوية)


    التقنية والعلم بين الامس واليوم

    L'ADMINISTRATEUR
    L'ADMINISTRATEUR
    Admin


    تاريخ التسجيل : 20/11/2010

    التقنية والعلم بين الامس واليوم Empty التقنية والعلم بين الامس واليوم

    مُساهمة من طرف L'ADMINISTRATEUR الخميس 28 أبريل 2011, 00:52

    الآثار الجانبية للتقنية

    أفاد التقدم التِّقني الناس بطرق مختلفة وفي مجالات عديدة. ولكن على الرغم من المحاسن الكثيرة التي سبق ذكرها، إلا أن الأمر لا يخلو من المشكلات. وبعض الآثار الجانبية السيئة للتقنية حادة وخطيرة. ومما ساعد على ظهور هذه المشكلات وتفاقم آثارها أن تطبيقات التقنية واستخدامها قد تم دون اعتبار للآثار الضارة أو الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن ينتج عنها. فعلى سبيل المثال، رحَّب كثير من الناس في أواخر التسعينيات من القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين بتطوير صناعة السيارات، وكان الاعتقاد السائد أن السيارات ستكون أقل ضجيجًا، ولن تنبعث منها الروائح الكريهة كماكان يحدث مع الخيول التي تجرُّ العربات. ولكن مع التوسع الكبير في عدد السيارات وزيادة المنتج منها، والتوسع في استخدامها وزيادة أعدادها على الطرق زيادة كبيرة، اتّضح أن الضوضاء الناتجة عن هدير السيارات أكثر إزعاجًا ومضايقة من تلك التي كانت تحدثها حوافرُ الخيول. كما ثبت أن الأبخرة وغازات العادم التي تنبعث من السيارات أسوأ بكثير من رائحة مخلَّفات الخيول. ولقد لوَّثت عوادم السيارات المحتوية على غاز أول أكسيد الكربون الضار بالصحة، والشوائب الأخرى، البيئة، وهي بذلك تهدد حياة الإنسان. وينتج عن زيادة عدد السيارات الاختناقات المرورية التي تؤدي أحيانًا إلى توقف المرور تمامًا وتحدّ من انسياب حركة السيارات في بعض الأحيان. وهكذا يُسْتَنفدُ الوقت وَيُهدر بصورة أسوأ بكثير من السّفر على ظهور الخيل، كما أن زيادة إنتاج السيارات بصفة مستمرة في دول عديدة في العالم يستهلك كمية كبيرة وعالية جدًا من المنتجات الحديدية وعددًا آخر من المواد الأولية الأخرى، وهذا يعني استنزاف مصادر الثروة الطبيعية.

    ستتم في هذا الجزء مناقشة أربعة من آثار التقدم التقني السيئة، وكذلك الآثار الضارة الناتجة عن التقنية على حياة الإنسان، وهي: 1ـ تلوث البيئة 2ـ استنزاف المصادر الطبيعية ونقصها 3ـ البطالة الناتجة عن التقنية 4ـ إيجاد وظائف غير مُرْضية.




    تلوّث البيئة. يُعد تلوث البيئة من أخطر الآثار الجانبية الناتجة عن التقنية الصناعية. وتواجه معظم الدول الصناعية في العالم في الوقت الحالي تلوث الهواء والماء والتربة إضافة إلى الضوضاء. وتسبب محرِّكات المركبات معظم تلوث الهواء، وكذلك التلوث الضوضائي في معظم أنحاء العالم. ويوجد العديد من المنتجات الأخرى بالإضافة إلى كثير من عمليات التقنية التي تؤدي إلى تلوث البيئة. فعلى سبيل المثال، يسبب عدد من المبيدات الحشرية تلوث التربة والماء، كما أن بعضها يضر بالحيوان والنبات. ويُسهم دخان المصانع ومخلفاتها كثيرًا في تلويث الهواء والماء أيضًا. وتسهم محطات الطاقة التي ُأقيمت في كثير من دول العالم لتوليد الكهرباء، سواء تلك التي تعمل بحرق الفحم أو بالنفط أو بأي وقود آخر، في تلويث البيئة من خلال تصاعد نواتج احتراق الوقود الذي يبلغ ملايين الأطنان من الملوثات إلى الهواء سنويًا. وتغير المخلَّفات الصناعية ومناجم التعدين المكشوف وعمليات استخراج النفط وإنشاء الطرق السريعة كثيرًا من طبيعة البيئة واتزان عناصرها

    استنزاف الموارد الطبيعية. يُهدد التقدم التِّقني السريع المطرد باستنزاف مصادر الثروة الطبيعية. فعلى سبيل المثال، أدَّى استخدام الدول الصناعية للآلات العاملة بالطاقة الكهربائية إلى زيادة إنتاجية المصانع زيادة كبيرة، إلا أننا نجدُ في الوقت نفسه أنها قد خَفَّضت من مخزون النفط، وأنواع الوقود الأخرى التي تُستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية. ولا يمكن تعويض هذا الوقود بعد استخدامه واستهلاكه. وهكذا، كلما زاد إنتاج الطاقة، قلَّ مخزونُ الوقود. ولقد زاد إنتاج الطاقة خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين إلى درجة بدأت فيها بعض الدول تُعاني من عجزٍ في الوقود والطاقة خلال السبعينيات من القرن نفسه.

    البطالة الناتجة عن التقنية. نوع من حالات الاستغناء عن العمال ينتج عن تطورات التقنية وتقدمها. وتحدث أشهر أنواع هذه البطالة عندما تحلُّ الآلات محل العمال في أداء العمل. ومنذ نهاية منتصف القرن العشرين، قام كثير من المصانع والمكاتب بإحلال المَيْكنة (استخدام الآلات) محل العمال. وهكذا قامت الآلات بالأعمال التي كان يقوم بها العمال في السابق. وأدى استخدام الآلات الذي أُطلق عليه مصطلح الأوتوماتية إلى ارتفاع كبير في نسبة البطالة، حيث تم الاستغناء عن أعداد كبيرة من العمال والموظفين. وللأسف، لم يكن في حسبان الخبراء أو تصورهم عند تطبيق الأساليب التقنية أن ترتفع نسبةُ البطالة بالدرجة التي وصلت إليها. ومن جهة أخرى، ساعدت الأوتوماتية في التوسع في عدد من الصناعات، وصاحب هذا التوسع توافر فرص عمل استوعبت عدداً من الذين فقدوا وظائفهم. ولكن على الرغم من ذلك، ما زالت البطالة الناتجة عن التقنية تُهدد العمال في كثير من الصناعات. ولمعلومات أكثر عن البطالة الناتجة عن التقنية،

    إيجاد وظائف غير مُرْضية. فشلت بعض الأعمال التي أفرزتها التقنية الصناعية في منح العمال الشعور بالرضا أوتحقيق الذات. فعلى سبيل المثال، يقوم معظم عمال المصانع في الوقت الحالي بإنجاز جزء يسير فقط من الإنتاج النهائي، ونتيجة لذلك، يفقد هؤلاء العمال الإحساس بالفخر والاعتزاز اللذين يتحققان فقط من خلال إنجازهم كامل الإنتاج. ويتطلب الكثير من الوظائف والأعمال التركيز أثناء العمل. وعلى الرغم من أن معظم الآلات الحديثة في المصانع أو غيرها أكثر أمنًا مُقارنة بما كانت عليه في الماضي، إلا أن الكثير منها ما زال خطرًا، وبوجه خاص، إذا لم يعامل بعنايةٍ فائقة. ويجب على مُشغلي الآلات أن يكونوا حذرين دائمًا حتى تعمل آلاتهم بصورةٍ صحيحة وسليمة. ولأن التعامل مع الآلات بصفة دائمة، يصبح بعد فترة أمرًا تقليديًا، فإن الأعمال تصبح مُملةً على الرغم من أنها تحتاج إلى تركيز دائم.

    تحدِّيات التقنية

    تواجه التقنية الحديثة تحديات لا حدود لها. ويتمثل أول هذه التحديات في التغلب على التأثيرات الجانبية السيئة لهذه التقنية. ومن الأمور الأخرى المهمة التغلب على الآثار الجانبية باستحداث تقنيات جديدة ومن ثم تطويرها. وما زال هناك تحدٍّ آخر يتمثل في توزيع فوائد هذه التقنيات وفضائلها على دول العالم، وبالذات دول العالم النامي.

    التغلب على تأثيرات التقنية السيئة. يصعب في كثير من الحالات التغلب على بعض الآثار السلبية للتقنية، كما لا يمكن علاج بعضها الآخر أو التخلص منه. فعلى سبيل المثال، يصعب تحويل العمل غير المرضي إلى عمل مرضٍ ومحبَّب للنفس. وسوف يتطور التشغيل الآلي ويساعد في التخلص من الكثير من العمال ومن الأعمال العادية (الروتينية)، وكذلك الأعمال الثقيلة على النفس. ولكن سيكون ذلك على حساب بعض العمال الذين سيفقدون عملهم وسيواجهون مشكلة البطالة. وعلى الرغم من هذه المساوئ، فإنه يمكن التغلب مرة أخرى على مشكلة البطالة، بالتعاون بين أصحاب الصناعات والحكومات، بإعادة تدريب هؤلاء العمال ليشْغلوا وظائف تتطلب قدرًا أعلى من المهارة، ومن المحتمل أن تكون الوظائف الجديدة أكثر قبولاً وقناعة لهم.




    يمكن للقائمين على الصناعة أن يعملوا الكثير لتخفيض مشكلات تلوث البيئة الناتجة عن الصناعات المختلفة، وكذلك الحد من استنزاف المصادر الطبيعية. وأحد السبل التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك هو تطوير تقنيات بديلة للتقنيات المستخدمة ذات الآثار الجانبية السيئة. ومن الأمثلة على ذلك، إمكانية التغلب على مشكلة تلوث الهواء بالتوصل إلى وسائل تقنية متطورة لتنقية الغازات المنبعثة من عادم السيارة. ويمكن لأرباب الصناعات المساعدة في المحافظة على الثروات الطبيعية من معادن وأخشاب، وعدم استنزافها عن طريق عملية يُطلق عليها اسم إعادة التصنيع، وذلك يعني المحافظة على الثروة الطبيعية واسترجاع المواد الأولية من نواتج المخلَّفات واستخدامها في صناعة منتجات جديدة.

    وتطوير التقنيات البديلة ربما يكون أمرًا مكلفًا لأن المصانع قد تحتاج إلى استخدام خبراء إضافيين، أو إلى توظيف أموالها في أجهزة جديدة مكلفة. وفي جميع الحالات، يتحمل المستهلك تكلفة التطوير التقني للصناعات البديلة في صورة غير مباشرة برفع أسعار السلع والخدمات. وعلى الرغم من ذلك، تفضل بعض الشركات عدم دفع أية تكلفة لتطوير تقنيات جديدة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون عملية إعادة استعمال المواد أكثر تكلفة مقارنة باستخدام الموارد التقليدية، مما يدفع بعض الشركات أحيانًا إلى عدم الدخول في هذا المجال. ومهما كانت الظروف، فإن عملية الاختيار ليست أمرًا سهلاً. ولأنها من القرارات الخطيرة، ونظرًا لتأثير مثل هذه القرارات على صحة المجتمع أو الدولة أو الأمة جمعاء، ينبغي ألا يُترك الأمر للشركات، بل لابد أن تضع المؤسسات الحكومية القرار، وتكون لها سلطة التنفيذ والمراقبة. فعلى سبيل المثال، تطلب كثير من الحكومات المحلية من المصانع أن تُركِّب أجهزة للتحكم في التلوث.

    لاتُعد التقنيات البديلة المفتاح السحري لحل جميع مشكلات الآثار الجانبية للتقنيات، حيث إن التقنيات البديلة يمكن أن تكون لها أيضًا آثار جانبية ضارة. فعلى سبيل المثال، تتميز محطات القوى النووية بعدة ميزات تفوق بها محطات القوى التقليدية لتوليد الكهرباء. فالأخيرة تعمل بحرق الوقود، ولهذا تنبعث منها الأدخنة والغبار، كما تولِّد محطات الوقود النووية قدرًا هائلاً من الكهرباء مستخدمة كمية قليلة جدًا من المواد الأولية، كما أنها لا تلوث الهواء، كما هو الحال في محطات القوى القائمة على حرق الوقود. ولكن على الرغم من هذه المميزات، فإن محطات القوى النووية مثل محطات القوى التقليدية تنساب منها كميات ضخمة من الماء الحار الذي يَصبُّ في البحيرات والمجاري المائية. وقد يسبب الماء الحار المنسابالتلوث الحراري الذي يضر المياه والحيوانات والنباتات. ويعمل العلماء والمهندسون في الوقت الراهن على حل هذه المشكلة في محطات القوى النووية، بإنشاء أبراج تبريد مُستخدمين الهواء لتبريد الماء الحار الناتج عن المحطات قبل انسيابه إلى البيئة المحيطة. وتحاول بعض الشركات، كذلك، استرجاع الحرارة المفقودة بأساليب صناعية مختلفة للاستفادة منها في تدفئة المباني.

    منع التأثيرات الجانبية. يعتقد الكثير من الخبراء في إمكان وقف معظم الآثار الجانبية الضارة للتقنية، ولذا يقترح هؤلاء الخبراء أن أي تقنية جديدة لابد من اختبارها بدقة، ثم تقدير آثارها قبل البدء في استخدامها. ويُطلق على عملية التقدير اسم تقويم التقنية.

    والهدف من هذا التقييم هو الوقوف مُسبقًا على كل التأثيرات المحتملة التي قد تُحدثها التقنية الجديدة على المجتمع والبيئة، سواء أكانت هذه التأثيرات حسنة أم ضارة. وقد يخلص التقييم إلى أن الفوائد التي تقدمها التقنية الجديدة تفوق أية آثار جانبية تحدثُها، أو قد تبرهن على أن الآثار الجانبية سيبلغ ضررها درجة تطغى على كل فائدة تقدمها.

    ويشكك بعض الخبراء في جدوى تقييم التقنية لعدم قناعتهم بإمكان الكشف عن كل الآثار الجانبية للتقنية قبل تطبيقها الفعلي، ووضعها موضع التنفيذ. كما يخشى هؤلاء العلماء أيضًا من وقوف تقييم التقنية قبل تطبيقها، حجر عثرة في طريق التقدم العلمي والتقني.

    نشر فوائد التقنية. تقتصر فوائد التقنية ـ إلى حد بعيد ـ على الدول الصناعية المتطورة. ومن العجيب أن مزايا التقنية، حتى في الدول المتطورة نفسها، غير موزعة بالتساوي؛ حيث يُلاحظ أن كثيرًا من العائلات في الدول الصناعية تنقصها الضرورات الأساسية للحياة التي يتمتع بها الآخرون في الدولة نفسها.

    وقد حُرمت دول العالم النامية من فوائد التقنية وآثارها الطيبة، ولا تنعم هذه الدول إلا بقدر ضئيل مما وفَّرته التقنية. ومما لا شك فيه، أن مواطني هذه الدول يودون الحصول على ما وفرته التقنية من منتجات وخدمات ينعم بها مواطنو الدول الصناعية المتقدمة. ويُعدُّ نقل التقنية وعلومها من التحديات الأساسية في هذه الأيام.

    إن نقل التقنية إلى الدول النامية ستكون له آثاره الجانبية السيئة؛ كما أن استمرار التقدم التقني ونموه في الدول المتقدمة سيظل سببًا في إيجاد المشكلات في الدول الصناعية المتقدمة ـ شأنها في ذلك شأن الدول النامية. وعلى الرغم من وجود الآثار الضارة للتقنية، إلا أن استقراء التاريخ قد أوضح أن الإنسان لديه من الذكاء والمهارات ما يجعله قادرًا على التعامل مع المشكلات الرّاهنة والقادمة، التي تنشأ من جراء التقنية.



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 22:51