وأنا أطالع في كتاب تحت عنوان " هيراقليطس: جدل الحب والحرب"، ترجمة وتقديم وتعليق مجاهد عبد المنعم مجاهد، الطبعة الثانية 2006، لاحت لي فكرة اختيار بعض الأقوال/الشذرات للفيلسوف اليوناني القديم هيراقليطس، لكي نجعلها موضوع تأويل ونقاش فيما بيننا خصوصا وأنها مكتوبة على شكل حكم، وتحتمل في الغالب أكثر من قراءة وتفسير.
أما عن هيراقليطس، فهو فيلسوف يوناني ولد في أفسوس بآسيا الصغرى حوالي 540 ق.م وهو من أسرة أرستقراطية. عين كبيرا للكهنة لكنه رفض المنصب وتوفي حوالي عام 475 ق.م.
قال عنه سقراط إن ما فهمه من كتاباته شيء عظيم وما لم يفهمه شيء عظيم بالمثل، غير أن كتاباته تحتاج إلى غواص ماهر.
يقول هيراقليطس:
* إن أجمل قرد قبيح إذا ما قورن بالإنسان.
* إن أحكم الرجال يبدو قردا بالمقارنة مع الآلهة.
* بالنسبة للآلهة كل الأشياء جميلة ورائعة وعادلة، ولكن الناس هم الذين يفترضون في
بعض الأشياء أنها جائرة وفي بعضها الآخر أنها عادلة.
* الاعتدال هو أكبر الفضائل، والحكمة هي أن تنطق بالحق وتسلك بمقتضى الطبيعة.
* يفضل خيرة القوم شيئا واحدا على ما عداه ألا وهو المجد الخالد بين الفانين. أما الغالبية العظمى
فتقنع بأن تكون كالسائمة التي تقتات.
* لا تعربدوا في الأوحال فإن الخنازير تستمتع بالأوحال أكثر مما تستمتع بالماء النقي.
* تفضل الحمير التبن على الذهب.
* الذين يبحثون عن الذهب يحفرون في الأرض كثيرا ولا يجدون إلا القليل.
* السيئون هم الأدعياء بنشدان الحقيقة.
* التربية هي شمس أخرى لمن يتعلمون.
* عندما ينصتون – لا لي بل – للوغوس أو القانون العقلي، فإن من الحكمة الاتفاق على أن الأشياء
جميعا واحدة.
* يجب أن يقاتل الناس من أجل اللوغوس أو القانون العقلي كما لو كانوا يقاتلون دفاعا عن أسوار
مدينتهم.
* لن يتسنى لهم أن يعرفوا معنى الحق لو كانت الأضداد غير موجودة.
* لا يمكن للإنسان أن يستحم في النهر مرتين.
* الطريق الصاعد والطريق الهابط طريق واحد.
* البداية والنهاية شيئان عموميان في محيط الدائرة.
* إن النار توجه العالم.
* النار تعيش موت الأرض والهواء يعيش موت النار، والماء يعيش موت الهواء والأرض تعيش
موت الماء.
* إن الشمس لا تتجاوز مداراتها، وإلا فإن ربات العدالة توقفها عند حدها.
* من الأشياء التي تختلف يظهر أجمل تناغم.
* التناغم الخفي أقوى من التناغم المرئي.
* لقد نقبت في نفسي.
* أقصر طريق للشهرة أن يصبح الإنسان خيرا.
* إن الرب الذي تقوم معجزته في معبد دلفي لا يفصح ولا يخفي ولكنه يلمح.
* لو كانت السعادة قائمة في المباهج الجسدية، لكان يمكننا أن نعد الثيران سعيدة عندما تجد علفا تقتات به.
أكتفي بهذه الأقوال، ومن أراد من الزملاء الأعزاء أن يقدم تفسيرا فليحدد بوضوح القول الذي يقصده.
ودام الجميع محبين للحكمة وعاشقين للحقيقة