الرئيسية
الثانوية التأهيلية: زينب النفزاوية (السلام). نيابة : سيدي البرنوصي. أكاديمية : جهة الدار البيضاء الكبرى. |
المستوى: الأولى باكالوريا. الشعبة: العلمية التجريبية. مدة الانجاز: ساعتان. ذ: إدريس زروقي. |
امتحان كتابي رقم (1) في مادة الفلسفة خلال الدورة الثانية برسم الموسم الدراسي: 2010/2011 |
النص:
من المؤكد فعلا أن دور العلم في المجتمع الحديث قد تضاعف بشكل مستمر خلال القرون الأخيرة، وأن العلم أصبح يمثل في هذا المجتمع موقعا من السعة بمكان، إذ بدأ يتحول إلى موقف مهيمن. ومن المؤكد أيضا أن العلم أصبح يشكل عاملا يكتسي أهمية كبيرة جدا، وربما عاملا حاسما من عوامل التاريخ. ولا يقل عن ذلك تأكيدا أن صلته بالعلم التطبيقي هي أكثر من كونها صلة وطيدة. فالمعامل هي التي تشكل بالنسبة للفيزياء النووية وسائلها الكبرى، ومعاملنا الأوتوماتيكية ليست سوى نظرية مجسدة،كما هو الشأن بالنسبة لعدد كبير من أشياء حياتنا اليومية، بدءا من الطائرة التي تنقلنا وانتهاء بمكبر الصوت الذي يمكننا من إسماع أصواتنا.(...)
غير أن هذا التفاعل بين النظرية والممارسة واختراق الأولى للثانية، والعكس بالعكس أيضا، والبناء النظري للحل الخاص بالمشاكل العملية(...) كل هذا فيما يبدو لي لايعدو أن يكون ظاهرة حديثة في جوهرها، بحيث إن العصور الوسطى لا تمدنا في هذا الصدد (إن كان فعلا بإمكانها ذلك) سوى بأمثلة قليلة،هذا إن تركنا جانبا اختراع الساعة الشمسية واكتشاف أرخميدس للمبدأ الذي يحمل اسمه.أما التقنيات القديمة،فنحن ملزمون بقبول كونها شيئا آخر غير العلم التطبيقي،وذلك حتى في اليونان القديمة نفسها. ومهما بدا لنا هذا مدهشا، فمن الممكن أن نشيد معابد وقصورا، بل وكاثدرائيات، وأن نقوم بحفر قنوات، ونشيد جسورا، ونطور صناعة المعادن وصناعة الخزف دون أن نمتلك في كل ذلك معرفة علمية، أو دون أن نمتلك سوى شذرات من تلك المعرفة.إن العلم ليس ضروريا لحياة مجتمع ما،ولا لطور ثقافة ما، ولا أيضا لبناء دولة أو حتى إقامة إمبراطورية ما.
إن ما ينبغي لن الاعتراف به، هو أن النظرية لا تؤدي على نحو مباشر على الأقل إلى التطبيق. وأن التطبيق بدوره لاتتولد عنه النظرية بشكل مباشر،بل غالبا ما يحدث العكس أن يبعدنا التطبيق عن النظرية.فليس المصريون القدامى الذين كانوا يشتغلون بقياس الأراضي – وكان عليهم قياس حقول وادي النيل- هم الذين اخترعوا الهندسة، وإنما الإغريق الذين لم يكن عليهم قياس أي شيء يستحق أن يقاس. فلقد اقتصر الأولون في عملهم على وصفات فقط، كما أن البابليين الذين كانوا يعتقدون في علم التنجيم، وكانوا بذلك في حاجة إلى امتلاك القدرة عل حساب مواقع الكواكب والتنبؤ بها، ليسوا هم الذين عملوا على بلورة نظام حركات الكواكب، وإنما الإغريق من جديد، والذين لم يكونوا يعتقدون في ذلك.
Alexander Koyré, études d’histoire de la pensée scientifique, Gallimard, 1973, p. .395
المطلوب:
حلل النص و ناقشه موضحا تصور " ألكسندر كويري" لعلاقة التقنية بالعلم.
بالتوفيق.
